إدارة الوقت وأهميته في الاسلامThe importance of time planning
أولا : الوقت في القرآن الكريم
لقد نبه القرآن الكريم في كثير من آياته وفي كثير من الصيغ المختلفه ومنها : الدهر والحين والآن والآجل والآمد والسرمد والعصر ................. وغيرها من الألفاظ التي تدل على مصطلح الوقت والتي لها علاقة بالعمل وتنظيمة وبعضها له علاقة بالإدارة والبعض الآخر له علاقة بالكون والخلق والبعض الآخر يرتبط بعلاقة الإنسان بربة من حيث العقيده والعبادهويمكن ملاحظة أهمية الوقت في القرآن الكريم والسنه المطهره من خلال الآتي :
1- الوقت من أصول النعم
بين القرآن الكريم أن نعم الله على العباد كثيرة لا تحصى قال تعالى : ( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )لذا نجد ان أجل وأعظم النعم التي انعم الله بها على عباده هي نعمة الوقت والتي هي من أصول النعم حيث إن الوقت هو عمر الحياه وميدان وجود الإنسان
ولقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه مالك الزمان والمكان حيث قال : ( وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ) صدق الله العظيم .
2- القسم بالوقت
حيث أقسم الله بالوقت في مواطن كثيرة ومن ذلك قوله تعالي :( والعصر إن الإنسان لفي خصر )
( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )
حيث نلاحظ من الآيات السابقه أن الله سبحانه وتعالى اقسم بالوقت ممثلا في بعض أجزائه والليل ضد النهار والضحى مابين الغد والزوال .
3- ارتباط الوقت بالغاية من الخلق
لقد خلق الله الوقت لغاية نبيله وهدف سام وهو عبادة الله وإعمار الأرض حيث قال تعالي : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ( وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض )ولقد ارتبطت العبادات بمواعيد واوقات محدده مما يرفع من اهمية الوقت في حياة المسلم , قال تعالى ) إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) .
وهذا دليل على ترتيب وقت المسلم في كل صلاة مع ضرورة المحافظة علية مما يدل على ان الإسلام قد تنبه إلى أهمية الوقت قبل النظaريات الحديثه التي أتى بها علماء الإدارة المحدثون .
4- الوقت وتعاقب الأهلة
أرتبط التقويم الاسلامي بالأشهر القمريه والتي تبدأ من ظهور الهلال إلى أن تنتهي باختفائة ليعلن ميلاد شهر جديد حيث قال تعالى ( يسألونك عن الأهله قل هي مواقيت للناس والحج ) , أي انه يعرف من خلالها موعد الصلاه والصيام والإفطار والحج , فهي مواقيت دقيقه يستعين بها الناس لتيسير أمور حياتهم بدقه متناهية .ثانيا : الوقت في سنة الرسول (ص)
لقد حظي الوقت بنصيب وافر في سنة الرسول علية الصلاه والسلام بما نقل عنه من الأقوال والأفعال مما يدل على عناية الرسول (ص) بالوقت وضرورة المحافطة عليه ويمكن تتبع ذلك من خلال الآتي :1- الوقت نعمة عظيمه
لقد اكدت سنة الرسول صلى الله علية وسلم ما جاء بالقرأن الكريم على اهمية الوقت وان الوقت من نعم الله وانهم مأمورون بالمحافظة عليه مسؤولون عنه فعن ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله (ص) ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحه والفراغ ) .
فقد يكون الانسان صحيحا ولا يكون متفرغا لشغله بالمعاش وقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا , ومعنى ذلك أنه لا بد من الأستثمار الأمثل للفراغ والذي يحقق فيه مصلحته من خلال هذا الاستثمار الأمثل .
2- الوقت مسئولية كبرى
إن الوقت امانه عند المسلم فهو مسئول عنه يوم القيامه وتؤكد السنه المطهرة هذه المسئولية من خلال أربعة أسئلة سيسألها العبد يوم القيامه منها سؤالان يخصان الوقت ففي الحديث عن النبي (ص) أنه قال ( لا تزول قدم عبد يوم القيامه حتى يسأل عن أربع , عن عمرة فيما افناه , وعن شبابه فيما ابلاه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه , وعن علمه ماذا عمل به .3- الوقت وعاء للعباده
ان المتأمل للصلاه والزكاه والحج ونحوها يجد انها عبادات محدده بأوقات معينه لا يجوز تأخيرها وبعضها لا يقبل إذا أدى في غير وقته حيث ان لها صله وثيقه بالوقت الذي هو عبارة عن وعاء أو ظرف تؤدى فيه حيث حث الرسول (ص) على اداء العبادات في وقتها حيث قال حين سئل أي الأعمال أفضل , قال الصلاة لوقتها , وكان يقول عن هلال رمضان ( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته , وهذا الدليل الأكبر على اهمية الوقت في دخول الصوم وخروجه .4- الوقت في أفعال الرسول ( ص)
كان رسول الله من اشد الناس حرصا على الالتزام بالوقت حيث كان يمضي وقته فيما يرضي الله وفيما يصلح فيها نفسه وإعماره بالعبادة والطاعة ويقول علي كرم الله وجهة واصفا فيها حال الرسول (ص) بأنه ( كان إذا آوى إلى منزلة جزأ دخوله ثلاثه اجزاء جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه وجزء جزأه بينه وبين الناس .5- تنظيم الوقت وتقسيمة
حث نبي الهدى على الاهتمام بالوقت وتنظيمه وتوجيهه لمعالي الأمور في الحياه الخاصه والعامه , وقد روي عبدالله بن عمر بن العاص (رضي الله عنه ) أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( ألم أخبرك أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت بلى قال فلا تفعل قم ونم وصم وافطر فإن لجسدك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا ).لذا نستدل من هذا الحدث أن هناك موازنه في حياه المسلم لوقته ومن الأولى للمسلم أن لا يحل بهذه الموازنه وبأن يوزع وقته دون إخلال حيث يوزع الوقت بينهما قدر المستطاع .