العولمة الثقافية
مع بدايات هذا القرن كشف عن كثير من الأمور اتي كان يكتنفها الغموض في العقد الأخير من القرن الماضي حول ظاهرة العولمة التي كانت بوادرها توحي بتحول تدخل معة البشرية مرحلة جديدة ( مرحلة الفردية الكونية ) , بحيث يأخذ التفاعل فيما بين الثقافات نماطا جديدا مؤداة واحد وصف بنهاية التاريخ , وسيادة نمط ثقافي عالمي .وعلى الرغم من أن ظاهرة العولمه في أواخر القرن الماضي مثلت لدى البعض مفاهيم لم تستكمل وأفكارا في طريقها إلى النضوج , إلا أن رؤية قطار العولمة يشق طريقة دون توقف أبان الكثير من ملامح هذه الظاهرة , وباتت النظم التي تتحكم في سيرها معلومة .
لذلك أختلفت وجهات النظر لدى الكثير في كون العولمة نظام غزو جديد , أو نظام اختراق يستهدف النظم والمبادئ والقيم , أم أنة تطور موضوعي كتطور العلوم ونحوها .
والذي أوصل الباحثين إلى هذه النتائج هو تعدد الأوصاف التي حاولوا أن يثبتوها لفهم هذه الظاهرة ومعرفة مدى ما تمثلة من القوة أو الضعف والموقف حيالها .
وبينما يرى البعض ضرورة تجاوز مثل هذا الأسلوب من النقاش ,يرى الباحث أهمية أن تأخذ الدراسه منحى أكثر واقعية وأشد تركيزا بعيدا عن الإفراط أو التفريط .
والعولمة كونها تمثل نسقا مترابطا من المفاهيم والرؤى تنتظم في مستويات تكاملية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا , فإننا تماشيا مع ما هو محدد في دعوه المشاركة الصارة عن المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربية .
العولمه الثقافية
العولمه كمصطلح مترجم عن اللفظ الإنجليزي (Globalization) لا يعدو كونه مصطلحا دارجا لا أصل له في قواميس اللغة .ويمكن القول أن لفظة (عولمة ) مصطلح أطلق وأريد بة وصف حاله وصل إليها عالم اليوم بفعل عوامل تقنية وتكنولوجية ومعلوماتية .
أم ماهية العولمة ؟ وماذا تعني ؟ فإن ذلك يختلف باختلاف الرؤى أو تكييفات الباحثين والدارسين لها .
فالعولمه هي :
بنية جديدة تطبع النظام العالمي , بمعنى أنها حركة مزدوجة تنجم من تفاعل بين عوامل بعضها موضوعي , وعوامل ذاتية تابعة للإرادة والوعي .
وبشكل عام يمكن أن نعرف العولمة :
تداخل واندماج السياسة والاقتصاد و الاجتماع والثقافة والسلوك والأموال والأسواق والقوى العامله والتقنية ضمن إطار عالمي ( كوني ) لا يعترف بسيادة الدول وحدودها وخصوصيات المجتمعات الإنسانية وهوياتها الثقافية ).
تعريف العولمه الثقافية
يمكن تعريف العولمة الثقافية بأنها محاولة إيجاد ثقافه عالمية واحدة تسيطر على الثقافات وتجعلها تابعة لها , ويشكل الإنتاج الإعلامي بطابعة التقني الدعائي والترويجي الحديث المادة القيمية الأساسية لظاهرة العولمة الثقافية والتي وصفت ب(ثقافة ما بعد المكتوب أو ثقافة الصورة ).وهي أيضا نوع من الثقافة الذهنية السمعية والبصرية ( ثقافة التخدير ) والتي تمثل خليطا من المعلومة والحركة والصورة , يمكن وصفة بثقافة الأستيلاء على الأفهام والأذواق والحركات والسكنات , كمبدأ أستعماري أو غزو ثقافي جديد تقودة قوى اللبرالية الغربية .
مظاهر وتداعيات العولمه الثقافية
برزت ثقافة العولمه على مستوى العالم مظاهر تستعد قواها الحقيقية من فرض نفسها في الواقع ,كإرادة يفرضها القوي على الضعيف , تلك المظاهر التي يشاهدها كل مسلم ويلمسها كل عربي تعري كثيرا من السياسات وتظهر فشلها وهشاشتها أمام سياسات أخرى أكثر تماسكا وأشد صلابة .وتتمثل مظاهر العولمه الثقافية في نواح منها :
- الاستهلاك للمنتجات الراسماليه الغربية التي تحاول التحكم في أذواق المستهلكين ورغباتهم في المأكل والمشرب والملبس وفي الهيئة والشكل , وهي ظاهره لها بوادرها في الشارع العربي ووسائل إعلامة بقنواتها المختلفة
- الإباحية والشذوذ الجنسي , ونتائجها الزنا والإجهاض , هذه الثقافة التي تحاكي مايدور حتى بداخل مخدع الزوجيه ودورات المياه بهدف هدم آخر جدار للحياء والقضاء على نموذج الأسرة ومايترتب علية من ضياع الحياه البشرية وإحلال حياة الغاب محلها
- الدعوه إلى ما أسمي بالشرق أوسطية , وفتح حدود التبادل التجاري والثقافي بين دولها ومن بينها الكيان الصهيوني , وثقافة الترويج للتطبيع مع هذا الآخير عبر آليات سياسية واقتصادية وسياسات تعليمية معينة ثقافة نمطية تستغل فيها دعاوى الديموقراطية والمشاركة والمكاشفة وحقوق الإنسان والحريات العامة , وتوجة تلك الدعاوى للكيل بمكيالين لخدمة مصالح الدول الكبرى .
- عولمة المجالات التعليمية والتثقيفية بالدعوه إلى التحديث أو الحداثة المرادف ل التغريب , أي الدعوه إلى إهمال التعليم الديني والتنكر للقيم العربية والإسلامية , وقد أدر ذلك إلى ازدواجية في الفهوم لدى النشء والانفصام في الشخصية , والتي نتج عنها مخرجات تعليمية غير قادرة على العطاء والإبداع , وإزدواجية لغويه نتيجة إهمال اللغة العربية السليمة وهي ثقافة نزع الثقة بالنفس عن الأجيال
ومن تداعياتها عولمة العقل العربي في محاكاته العقل الغربي خاصة في النظرة إلى ظاهرة العولمة من نفس الزاوية التي تروج لها الكتابات الإمريكية التي تؤكد بإصرار على خصوصية المجتمع والتاريخ الأمريكيين كما يشير الكثير
ومنهم الدكتور فاهم العامري , الذي يقول بإن العولمة تعد أيدلوجية للأمركة , وأنها حتمية لا مفر منها .
ويأتي ذلك أيضا مع الدعوه إلى الإفادة من العولمة تقنيا وتكنولوجيا مماه ومفيد , وتحاشي الضار , وهي دعوى الحداثة نفسها في السابق إلى أخذ الإيجابي من الغرب ونبذ ماهو سلبي , وهي دعوى يكذبها واقع العولمة الذي يرفض تصدير التقدم العلمي ويقاوم اختراع التكنولوجيا , ويضربها ويدمرها أنى وجدت كما حصل للعراق والسودان وغيرهما .