مقدمة عن العلم والبحث العلميResearch Methodology

من الصعوبة أن نقف على تعريف واحد لمفهوم العلم بسبب اختلاف الآراء حول تحديد مفهوم العلم(Science)
باختلاف الاتجاهات  الفكرية  , الأمر الذي قد يؤدي إلى الخلط المنطقي لمعالجة فكرة النسق العلمي وهناك أكثر من تعريف للعلم سنذكر بعض منها .
1-  البعض يشير إلى أنة نسق الوعي الإجتماعي أو المعرفة التي يمكن التحقق من صدقها  , وتحديدها على نحو أكثر دقة  , من خلال خبرة المجتمع العملية .
2- هو المعرفة التي يدرك العالم بواسطتة مفاهيم التفكير المنطقي ويقيم نتائجة على الواقع .
3- هو مانحصل علية من معرفة موضوعية عن العالم بطريقة معينة  .
من هذةالتعاريف السابقة  , يتبين لنا صعوبة تحديد تعريف خاص بالعلم , وكذلك يبين لنا بأن هناك مفاهيم كثيرة للعلم ومعاني مختلفة ومتعددة لكلمة علم بحسب طبيعة المعرفة التي تشير إليها .
فكلمة علم تشير مثلا إلى مجموعة المعارف العلمية البحتة مثل : الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وعلم الفلك  , وتسمى العلوم التجريبية والعلوم التطبيقية  , ويستثنى من ذلك المعرفة الرياضية والمنطقية على أنها علوم صورية مجردة , يطلق عليها التفكير العقلي .
وقد تشير كلمة علم إلى نسق المعرفة المشتملة على الفروض والنظريات والقوانين  , وتسمى بالمعرفة النظرية .
وتتداخل هذة المعارف مع بعض العلوم العملية كالأخلاق والتربية والمهارات والأدب والفنون .
وقد تشير كلمة علم كما يرى ( هارولد بتيتوس) إلى المنهج للحصول على المعرفة الموضوعية , فتكون هذة المعرفة بمثابة الوسيلة أوالطرييقةالتي تبحث فيها موضوعات المعرفة عامة ( مناهج البحث ).
ونستطيع أن نستخلص من ذلك كلة أن العلم : دراسة ذات موضوع محدد وطريقة ثابتة تقود إلى مجموعة من المبادئ والقوانين والحقائق العامة المستمدة من الوقائع الجزئية

معنى المنهج او  البحث العلمي :

المنهج في اعم معانية وسيلة لتحقيق  هدف وطريقة محددة لتنظيم النشاط الفكري والعلمي . وبالمعنى الفلسفي هو وسيلة للمعرفة أو طريقة للحصول على ضبط ذهني للموضوع الذي ندرسة للحصول على المعرفة الصحيحة .
ويجب أن يكون المنهج العلمي موضوعيا وصحيحا حين يتطابق مع الموضوع الذي تدرسة , أي الوصول إلى القوانين الموضوعية التي تحكم الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية التي تقوم بدراستها .
-          والمناهج العلمية متعددة بتعدد موضوعات المعرفة , لان لكل نوع من المعرفة منهج يناسبها وطريقة معينة للوصول إلى قوانينها  , أو أكتشاف أسبابها ونتائجها , وقوانينها مثل الاستنباطي والمنهج التجريبي الاستقرائي , والمنهج الفرضي ’ والمنهج المقارن ’ والمنهج التحليلي , والمنهج الذاتي أو التأملي الاستبطاني ( درسة الانسان لنفسة ) .
اذن منهج البحث العلمي هو : استخدام الانسان افضل الطرق أو الوسائل المناسبة للحصول على المعرفة بطريقة موضوعية عن الظواهر الطبيعية أو الانسانية ..........الخ بغية اكتشاف قوانينها .

مفهوم العلم في  الرياضيات

الرياضيات هي علم الأبنية الرياضية , ويقصد بذلك أن أي مجموعة من العناصر توجدبينها علاقة تربطها  , وقد عرفت قديما بانها علم العدد  ويقصد بذلك علم الجبر والمقادير العددية الكمية.
كماعرفت بأنها علم قياس الأشكال ( الهندسة ) والتي تهتم بقياس الأرض  , أو الاشكال الهندسية .
وايضا يعرف بانة العلم الذي يحدد المقادير الكمية , الكيفية المتصلة بالزمان والمكان وعلاقتها بالعالم والوجود , ثم اتسع موضوع الرياضيات ليشمل المنطق الرياضي والرياضيات المعاصرة المتضمن حساب القضايا  , والعلاقات , والاوصاف والجبر المنطقي والهندسة التحليلية والدوال الدائرية واللوغاريتمية والهندسة الوراثية والبيولوجية والاجتماعية ونظرية المعلومات أو النظم المعلوماتيةالمستخدمة في الاتصالات المتعددة والحاسبات الإلكترونية والبرامجيات الفضائية أو الاتصالات عبر الألياف الضوئية والهواتف المرئية وشبكة المعلومات .........الخ.

موضوع العلوم الرياضية

إذا كانت وظيفة العلم في المعرفة  هي الفهم والتفسير والتنبؤ , فإن أي دراسة لاي موضوع لاترقى إلى مستوى  العلم إلا بتوفر ثلاثة شروط هي :
-          موضوع معين ومحدد
-          منهج واضح
-          قوانين ثابتة
فإذا ماطبقنا موضوع الرياضيات فإننا نجد أن هذا العلم يدور موضوعة حول المقدار أو الكم المجرد أي الاكثر والأقل من جهة  , والعلاقات  المتصلة بة من جهة أخرى , وهذة العلاقة تعني الزيادة والنقصان والتساوي .
والكم ينقسم إلى قسمين ( كم منفصل , كم متصل ) ويقصد بالاول العدد بصورة عامة  , لان العدد وحدات قائمة بذاتها ومنفصلة عن بعضها , وهي موضوع دراسة علم الجبر او الحساب .
      وأما الثاني الكم المتصل : فيطلق على المسافات والأمكنة التي تدرسها الهندسة والميكانيكا  وهذا من جهة   الموضوع
أما من جهة المنهج فإن الرياضيات تحاول أن تدرس الكم ( المقدار ) , والكيف ( الجهة والمكان ) في الهندسة بطريقة عقلية أو استدلالية استنباطية تعتمد على بديهيات العقل , دون الحاجة إلى تجريب أو مطابقة الواقع .
فهو ينظر إلى العدد أي كان مثلة ( حجر أو شجر أو ثمر ) ويبحث في شكل الثلث على أنة ذو أضلاع ثلاثة متقاطعة وزوايا ثلاث  , بصرف النظر عن مادة هذا المثلث كان خشبا أو حديدا أو زجاجا ..........ألخ.
وهو بدراستة يقوم بتحديد العلاقات التي تربط بين اجزاء الكم وهذة العلاقات هي ( الزيادة و النقصان والتساوي ) , وبهذا عرفت الرياضيات بانها علم العلاقات .
وأخيرا من حيث القوانين  : فإن القضايا الرياضية تحليلية , وحكمها من حيث الصدق أو الكذب ليس المطابقة مع الواقع  , وإنما الاتساق بين أجزاء القضية الرياضية التي هي L التعريفات ، المقدمات ، البديهيات , المصادرات , ثم النتائج )بخلاف القضايا التركيبية في العلوم الطبيعية  والتي نحتاج للحكم على صدقها من كذبها ( مطابقتها للواقع الخارجي).

                              روابط متعلقة
                  1-  الاستقراء ودورة في تطوير البحث العلمي
                  2-  أسس وخطوات البحث العلمي في الرياضيات
أحدث أقدم

تفعيل منع نسخ المحتوي