مفهوم العولمه ومجالات العولمة

مفهوم العولمه ومجالات العولمة

العولمه

    العولمة ليست وليدة اليوم , وإنما ذاع وانتشر مفهوم العولمة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين بسبب الثوره العلميه والتكنولوجية الهائله , والتطورات الكبرى التي حدثت في عالم الاتصالات , بدءا من شبكات الاتصالات , وأجهزة الكمبيوتر , والأقمار الصناعية ومحطات البث التلفزيوني ثم شبكة الإنترنت , والتي أسهمت في نقل الأفكار والمعلومات والأحداث لكافة أنحاء العالم في لحظات حتى أصبح العالم معها أشبة بقرية واحدة يتأثر كل ركن فيها بالأخر ويؤثر فيه وبهذا زالت الحواجز بين الدول وبين الثقافات وتأثرت بذلك كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتجارية والاجتماعية ولجأت الدول إلى التكتلات التي تمنحها القوة وتتيح للدول المنافسه والتميز بما تقدمه من سلع وخدمات وأفكار وعلوم .

العوامل التي ساعدت على ظهور العولمه

  1.  انهيار النظام العالمي القديم وسقوط الاتحاد السوفيتي القديم عام 1989م وخلو الساحة الدوليه للقطب الرأسمالي الأمريكي .
  2.  تزايد المشكلات العالميه العابرة للحدود مثل مشكلات المخدرات والتطرف والعنف والإرهاب الدولي وتلوث البيئه وغيرها , ولذا كان التعاون والتنسيق بين الدول أمر ضروري للتصدي لتلك المشكلات التي تهدد كيان المجتمع العالمي بأسره .
  3. تأثير المجتمع المدني العالمي وتركيزه على القضايا العالميه مثل حقوق الإنسان , حماية البيئة , تحقيق السلام , الوحده الوطنيه , ومحاربة التطرف بجميع أنواعة , الصحة الوقائية والعلاجية , المشكلة السكانية وغيرها .
  4. وجود بعض المشكلات في العالم الثالث المتخلف مثل الصراعات المسلحة , الحروب الداخلية – زيادة الفوارق الاجتماعية – تدني أوضاع التنمية البشرية في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية .
  5. ثورة المعلومات والاتصالات خلقت واقعا جديدا لم يعد في مقدور أي نظام سياسي أن ينعزل عن العالم .
  6. انتشار الاقتصاد الحر زاد من أهتمام مؤسسات التمويل الدوليه مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بتحرير الاقتصاد والسير في إجراءات الخصخصة والانفتاح السياسي والاقتصادي .

مفهوم العولمه

يرى البعض أن مفهوم العولمة يعني إعادة التفكير في النظم السياسية والاقتصادية والثقافية العالمية ككل أي في الكون الذي نعيش فيه .
وبالتالي فإن العولمة تعبر عن حالة تجاوز الحدود الراهنة للدولة إلى آفاق أوسع تشمل العالم بأسرة وتأخذ جوانب متعددة منها :
  • حرية حركة السلع والخدمات والأفكار وتبادلها دون حواجز أو حدود جغرافية بين الدول .
  •  سرعة انتقال الاخبار و الاحداث بين الناس في جميع انحاء الكرة الأرضية في وقت قصير حتى أطلق على العالم أنه قرية واحده وذلك بسبب الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات والمعلومات .
  • وقد شهد العالم تطورات هائلة في مجال الأتصال والنقل وسهولتة بين الدول مما أحدث نوعا من التكامل على مستوى العالم .
  • كما أحدث الأنترنت شبكة الاتصال العالمية ثورة في مجال الاتصال ......فلأول مرة يمكن لأي إنسان في العالم أن يتصل بأشخاص ينتمون إلى ثقافات متعدده ولا تقف أمامه عقبة الحدود الجغرافية أو أختلاف الزمن أو الثقافة .
  • ويتم ذلك من خلال البريد الإلكتروني والذي يساعد على المشاركة في حلقات النقاش بين آلاف الأشخاص حول موضوعات متعدده .

وبالتالي فيعتبر مصطلح عولمة من المصطلحات الجديدة التي تستخدم لوصف مايجري في العالم من متغيرات سياسية واقتصادية وثقافية واتصالاتية وهي ما يطلق عليها مجالات العولمة .

مجالات العولمة

تتعدد مجالات العولمة بتعدد مجالات النشاط الإنساني وذلك على النحو التالي :

العولمة السياسية

تعني الانتشار الحر السريع للأخبار والأحداث والتشريعات والسياسات على المستوى العالمي , وترفع العولمة السياسية شعارات الديمقراطية , واحترام حقوق الإنسان , لذلك فإن النظم السياسية المستبدة قد تتعرض لجزاءات يطقها المجتمع الدولي , الأمر الذي يهدد السيادة القومية للدولة .

العولمة الأقتصادية

تعني الانتقال الحر لرأس المال والسلع والخدمات بين دول العالم , ومن أبرز مظاهرها إنشاء منظمة التجارة الدولية بغير قيود ولا حدود , وكذلك ظهور التكتلات الاقتصادية العالمية , ومن هنا يبرز الحديث عن أهمية قيام السوق العربية المشتركة لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية .

العولمة الثقافية

وتتمثل في حرية انتقال الأفكار والاتجاهات القيمية والسلوكية والأذواق وانتشارها فيما بين الثقافات

العولمه الاتصاليه

وتبرز من خلال البث التلفزيوني عن طريق الأقمار الصناعية , وبصوره أكثر عمقا من خلال شبكة الأنترنت التي تربط البشر في كل أنحاء العالم .
مما يفتح عصر جديد من التواصل الإنساني غير المسبوق ، ولكي يحيا الإنسان حياه سعيدة في ظل العولمه عليه أن يسلح بالمعرفة والعلم ويتعلم المهارات اللازمة للتعايش معها مثل القدرة على التفاوض والإقناع واتخاذ القرارات وإتقان العمل وإستخدام التكنولوجيا الحديثه .

سلبيات وإيجابيات العولمه

إن الموضوعية تقتضي أن ننظر إلى العولمه بإعتبارها ليست خير صافيا ولا شرا خالصا , وإنما لها آثار سلبيه وجوانب إيجابيه , ومن الواجب علينا أن نتعامل معها , إيجابيا وسلبيا , أخذا وعطاء , فنأخذ بما يفيدنا ونتجنب ما لا يتفق مع ظروفنا وحضارتنا .

سلبيات العولمه

يرى المعارضون للعولمه أنها تنطوي على عدة سلبيات منها :
  1. توسيع وتعميق الفجوه الاقتصادية بين الدول الغنيه والدول الفقيرة فتزداد الدول الغنية غنى الدول الفقيرة فقرا .
  2. سيطرة ثقافة واحدة هي الثقافة الأمريكيه , مما يهدد بإضعاف الثقافات الأخرى في العالم المعاصر , وهو ما يسمى بمخاطر الغزو الثقافي , وفي ظل تهديد العولمه بفقدان الهوية لا شك أن الاهتمام بإعداد جيل مؤمن بوطنه ومدافع عن كيانه وقيمه وهو السبيل للخلاص من طمس الهويه وضياعها .
  3. تحكم الشركات المتعددة الجنسيات في الاقتصاد العالمي , مما يهدد بإضعاف السيادة القومية للدوله , وتجعل أقتصادياتها أكثر عرضه لخطر الهزات الدوليه .
  4. سرعة انتقال المشاكل والأزمات إلى أنحاء العالم المختلفه بسبب تطور وسائل الأتصالات .
  5. ضعف قدرة الدوله في حمايه السلام الاجتماعي , بسبب عجزها عن إعادة توزيع الناتج القومي بطريقة أكثر عدلا , وحمايه مصالح الطبقات الأقل قدره .
  6. أزدياد معدلات البطاله في كثير من دول العالم وما يصاحبها من أعراض الفقر والمرض والجوع والضياع .
  7.  كثرة الحديث في ظل العولمه عن صدام الحضارات وما يصاحبه من نظره عنصرية ضيقة , مما يهدد أمن وأستقرار المجتمع الإنساني بأسرة .

أيجابيات العولمه

  1.  أستطاعت التكنولوجيا المتقدمة في ظل العولمه أن تستهل الحياه في كثير من المجالات وتقدم حلولا مفيدة لكثير من المشكلات .
  2. إمكانية التعاون بين الدول المتقدمه والنامية في المجالات التكنولوجيه , وهي أساس الإنتاج والنهضة الاقتصادية .
  3. قد تدفع حرية المنافسة في السوق العالميه إلى إتقان المنتجات المحلية الوطنيه , وحفز النشاط الاقتصادي وزيادة القدره الإنتاجيه .
  4.  قد تؤدي العولمه إلى التقارب الثقافي والحضاري , مما يعزز فرص التعاون والتكامل بين الدول والشعوب .
أحدث أقدم

تفعيل منع نسخ المحتوي