فشل فيل !!
ذات مره وقع فيل أبيض وصغيرفي فخ الصيادين في إفريقيا , وكان عمره حينها شهرين ،
وبيع في أحد الأسواق لرجل ثري له حديقة حيوانات متكاملة. وبدأ صاحب الحديقه على الفور في
إرسال الفيل إلى منزله الجديد في حديقة الحيوان،
وأطلق عليه اسم 'نيلسون'، وعندما
أتى المالك مع فيله نيلسون إلى المكان الجديد، تم ربط أحد أرجل
نيلسون بسلسلة حديدية قوية من قبل العاملين ، وقاموا بوضع كرة كبيرة مصنوعة من
الحديد والصلب في نهاية السلسله المربوط بها ذلك الفيل الصغير ، ووضعوه في مكان بعيد عن تلك الحديقة، لكن نيلسون أحس بالغضب الشديد
نتيجة هذه المعاملة القاسية ، وقرر تحرير نفسه وفكها من هذا الأسر، ولكنه كلما حاول
أن التحرك وشد تلك السلسلة الحديدية كانت االآلام تزداد عليه ، وبعد عدة محاولات تعب وأصيب بالملل فنام ، وفي اليوم التالي بعد أن استيقظ فعل نفس الشيء لمحاولة فك نفسه، ولكن دون جدوى حتى يتعب ويتألم وينام.
وتزامنا مع كثرة محاولاته وكثرة أوجاعة وفشله ، قرر نيلسون أن يتقبل ذلك الأمر الواقع،وعدم المحاوله مرة أخر تخليص نفسه, على الرغم أنه يزداد كل يوم قوة وزيادة حجمة ،فاستطاع ذلك الرجل الثري ترويض نيلسون حتى يتسنى له التعامل معه .
وفي إحدى الليالي أثناء نوم نيلسون ذهب المالك برفقة عماله وغيروا تلك الكرة الحديدية الكبيرة بكره صغيرةمن الخشب، مما وفي هذا الحال أصبحت هناك فرصة لنيلسون لتخليص نفسه ، ولكن الذي حدث هو العكس تماما.
فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته فاشله وتسبب له مزيدا من الآلام والجراح، وكان
مالك حديقة الحيوانات يعلم تماما أن ذلك الفيل المسمى نيلسون قوي للغاية ، ولكنه كان قد تبرمج تماما على عدم أستطاعته وعدم استخدامه قوته الذاتية.
وفي يوم زار فتى صغير مع والدته وسأل المالك: هي يمكنك يا سيدي أن تشرح لي
كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟ فرد الرجل: بالطبع
أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جدا، ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضا
أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية
.
ما المستفاد من هذا المثل؟
معظم الناس أصبح منذ الصغر مبرمجا على أن يتصرف ويعمل بطريقة معينة , معتقدا اعتقادات
معينة ، وهناك لديه شعور بأحاسيس سلبية معينة ، وعلى ذلك المنوال مستمر في حياته , يتصرف تماما مثل
الفيل نيلسون , بل البعض سجناء في برمجتهم الخاطئه ، واعتقاداتهم السيئة التي تقف حائلا أمام حصولهم على أستحقاقاتهم في الحياة.
وإلا لماذا نجد في المجتمعات , إزدياد نسب الطلاق, وإغلاق والشركات أبوابها , وتخاصم الإصدقاء بل وحتى الأخوان , وإزدياد نسبة الناس الذين يعانون من الأمراض النفسية والعصبية والقرحة والتشنجات العضليه والصراع المزيف
والأزمات القلبية ... كل هذا بسبب طريقته التي يتعامل بها وتفكيره السلبي مع عدم الأقتناع تغيير الذات، وعدم الارتقاء
بالذات.
التغيير أمر حتمي
لقد أصبح التغيير في عصرنا أمر حتمي ولا بد منه، فالحياة وكل العالم بل وكل الكون في تغير مستمر والظروف والأحوال تتغير, لذا حتى نحن يجب أن نتغير من الداخل ، فمع إشراقه شمس يوم جديد يزداد عمرك يوما، وبالتالي تزداد خبراتك ومهاراتك وثقافاتك ووعيك ويزداد عقلك نضجا وفهما ومعرفه ، ولكن المهم والواجب أن تقوم بعملية التغيير كي تعمل من أجل مصلحتك وتحقيق أهدافك العامه والخاصة أكثر من أن تنشط للعمل ضدك.
لقد أصبح التغيير في عصرنا أمر حتمي ولا بد منه، فالحياة وكل العالم بل وكل الكون في تغير مستمر والظروف والأحوال تتغير, لذا حتى نحن يجب أن نتغير من الداخل ، فمع إشراقه شمس يوم جديد يزداد عمرك يوما، وبالتالي تزداد خبراتك ومهاراتك وثقافاتك ووعيك ويزداد عقلك نضجا وفهما ومعرفه ، ولكن المهم والواجب أن تقوم بعملية التغيير كي تعمل من أجل مصلحتك وتحقيق أهدافك العامه والخاصة أكثر من أن تنشط للعمل ضدك.
إن الفيل نيلسون كمثال، تغير هو نفسه فازداد حجما وازداد قوة، وتغيرت الظروف
من حوله فتبدلت الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة، ومع ذلك لم يستغل هو
هذا التغيير ولم يوجهه، ولم يغير من نفسه التي قد أصابها اليأس ففاتته الفرصة التي
أتته كي يعيش حياة أفضل.
إن الله تعالى ـ قد دلنا على الطريق إلى الارتقاء بأنفسنا وتغيير حياتنا إلى
الأفضل فقال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
الرعد:11.
ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد دلنا على الكيفية التي نغير بها
أنفسنا، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: 'ومن يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله
ومن يتصبر يصبره الله'.
وقال صلى الله عليه وسلم: 'إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتحرر
الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه'.
فكل واحد فينا من الممكن بل من السهل أن يتغير للأفضل، ولكلما ازداد فهمك
لنفسك وعقلك أكثر كلما سهل عليك التغير أكثر وهذا ما تحرص عليه هذه الحلقات أن
تمنحك أدوات التغيير لنفسك ولعقلك، ولكن من المهم أن تتذكر دائما أن التغيير يحدث
بصفة مستمرة، وأنك إن لم تستطيع توجه دفة التغير للأفضل فستتغير للأسوأ قال تعالى:
{لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} المدثر:37.
فهو إما صعود أو هبوط؛ إما تقدم أو تأخر، إما علو أو نزول. والسؤال الذي يطرح
نفسه الآن هو كيف أغير من نفسي؟ كيف أتحسن للأفضل؟ إليك أيها الأخ شروط
التغيير
شروط التغيير الثلاثة:
الشرط الأول: فهم الحاضر:
الفرصة الخاصة بالتغير لا يمكن أن تتواجد إلا في وقتك الحاضر، وهذا يعني أن
الشرط الأول من أجل تحقيق تغيير مجد هو أن ترى بوضوح أين توجد الآن وفي هذه اللحظة.
لا تخف نفسك بعيدا عن الحقيقة الراهنة، فإذا كانت هناك بعض المظاهر التي لا تعجبك،
فبوسعك أن تبدأ بتخطيط كيفية تغييرها، لكنك لو تظاهرت بعدم وجودها فلن تقوم
بتغييرها أبدا، ولذا فكن صريحا مع نفسك منصفا في رؤيتك لها على وضعها
الحالي.
الشرط الثاني: لا تؤرق نفسك بالماضي:
إن الامتعاض بالأخطاء والهموم التي جرت بالأمس أمر مفهوم، لكنه من الخطأ أن
تسمح للماضي أن يكون سجنا لك، وبذلك فإن الشرط الثاني للتغيير المثمر هو المضي بخفة
بعيدا عن الماضي. إن الماضي بنك للمعلومات يمكنك أن تعلم منه، لكنه ليس بالشرك الذي
يسقطك في داخله.
فخذ ما تشاء من الماضي من فوائد وخبرات ومعلومات، لكن إياك أن تعيشي في
الماضي. أنت الآن شخص جديد أقوى بكثير من الماضي، وأفضل بكثير من الماضي، واستفدت
من أخطاء الماضي فكيف تعيش فيه؟
الشرط الثالث: تقبل الشك في المستقبل:
قال تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله}
النمل:65.
وقال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} الجن:26.
إن المستقبل بالنسبة لنا أمر غيبي لا ندري ما الذي سيحدث فيه، ولكن هذا لا
يعني ألا نضع الأهداف، وألا نخطط لمستقبلنا، هذا لا يعني ألا نتوقع ولا نتقبل الشك
فيما قد يحدث لنا وللعالم حولنا لنكون على أهبة الاستعداد له، فعلينا الأخذ
بالأسباب المتاحة لنا، وقد ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ نفقة أهله لسنة
كاملة. ولذا فكي نحقق تغييرا مثمرا فإننا بحاجة إلى ترك مساحة للمجهول المشكوك
فيه.