يستدل من الاثار والكتابات الباقية أن شعوب الحضارات القديمة قد توصلوا إلى درجة
متقدمة في علم التعدين واستخدام المعادن والأحجار الكريمة، و وضعوا بعض النظريات عن
أصل الأرض والكواكب .ويعتبر الاغريق أول من أثر في
العالم الحديث بالنظرية الجيولوجية الواضحة المحددة، وأقدم المراجع المكتوبة عن علم
الارض تعود إلى أرسطو (380- 323 ق.م) وقد وضع تلميذه ثيوفراست (371-286 ق.م) مصنفا
فى الصخور والمعادن أسماه (كتاب الصخور)، وقد أدى سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى
جمود في العلوم عامة لقرون عديدة في أوروبا ، عندئذ حمل العلماء العرب والمسلمون
مشعل العلم وساهموا في نشأة وتطوير العديد من العلوم الطبيعية، وقاموا بدور بارز في
إرساء قواعد علم الجيولوجيا على أسس علمية حيث بنوا نظرياتهم على الفرضيات
والملاحظة والتفسير للظواهر الطبيعية .
ومن بين العلماء العرب كثير من الرواد الأوائل الذين أسهموا في تقديم الأفكار
الجيولوجية الصحيحة نذكر بعضا منهم:
١- أبو محمد الحسن الهمداني اليماني :
(القرن التاسع الميلادي تحدث في كتابة
((الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء)) (أي الذهب والفضة) عن كروية
الأرض والجاذبية وتفاعل المادة وتحولها عبر الزمن، وعن الكون والوجود وعلاقته
بالإنسان بل وتفاعل بعضها مع بعض ويكمل احداهما الاخر. كما تحدث عن حركة الأرض
وتكونها وما يدور حولها من أفلاك وكواكب وعما في باطنها من ديناميكية وحركة وتفاعل
وانصهار وتبخر للمواد ينتج عنها بالضرورة البراكين والجبال على سطح الأرض، في حين
ما لم يتمكن من خروج هذه المواد يتحول إلى معادن هامة من ذهب وفضة وأحجار كريمة ….
الخ.
٢ - أبو علي الحسين بن عبدالله ابن سيناء (980-1037م) :
وضع مقالتين في كتابة
المسمى (كتاب الشفاء) بحث في المقالة الاولى في الظواهر الجوية والأرضية. وفي
الثانية بحث في تكوين المعادن وتصنيفها في أربعة أقسام:
أ – الأحجار. ب- الذائبات أو المنصهرات (أي المعادن التي تنصهر ) ، ج- الكباريت (أي المعادن المحترقة)، د- الأملاح.
أ – الأحجار. ب- الذائبات أو المنصهرات (أي المعادن التي تنصهر ) ، ج- الكباريت (أي المعادن المحترقة)، د- الأملاح.
٣ - أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (973- 1062م) :
قام بدراسة شكل الأرض
ويعتبر كتابة (الجماهر في معرفة الجواهر) أروع ما كتبه العرب في علم المعادن فقد
تمكن من تعيين الثقل النوعي لثمانية عشر عنصرا من المعادن والاحجار الكريمة تعيينا
دقيقا جدا، وصنفها أيضا حسب خصائصها النوعية وصلابتها .
٤ - أحمد بن يوسف التيفاشي التونسي (القرن الثالث عشر الميلادي) :
فقد نهج في
كتابه (أزهار الأفكار فى جواهر الأحجار) منهاجا علميا في وصفه المعادن والاحجار
الكريمة فقد سار على منهاج موحد في وصفة (٢٥) معدنا وحجرا ويشمل الوصف أصل المعدن
وكيفية تكونه، تواجده ، خصائصه الطبيعية ، خصائصه الكيميائية ، استعمالاته ، والثمن
.
وهناك العديد من العلماء وما أوردناه لا يعتبر إلا لمحة بسيطة من الصفحات
المضيئة للعلماء العرب ولقد مرت فترة من الجمود على علوم الأرض عامة بعد ان أضاء
العلماء العرب والمسلمون الفترة المظلمة التي خيمت على أوروبا خاصة بعد سقوط بغداد
(1258 – 657هـ) على يد هولاكو، فانتقل تراث العرب في هذا العلم والعلوم الأخرى إلى
أوروبا عن طريق الترجمات اللاتينية للمصنفات العربية . ثم عاد علم الارض إلى
التطور والنمو في القرن الثامن عشر الميلادي وذللك بجهود العلماء الأوروبيين ثم
الأمريكيين بعد ذلك وتشهد ايامنا الحاضرة تطورا وتوسعا سريعين في دراسة ثروات الأرض
وخواص موادها، وقد أصبح علم الأرض موضوعا هاما في معظم جامعات العالم ومنها بلادنا
وتوجد أرقام متنوعة لعلوم الأرض فيها .
ويتوقع أن يلعب علم الأرض في المستقبل دورا هاما للبحث عن مزيد من الخامات
الاقتصادية الأولية التي يحتاجها عالمنا من بترول وفحم ويورانيوم وخامات معدنية
وغير معدنية وحتى الرمال ، والحصى .
___________
قد يهمك هذا الموضوع : مقدمة في علم الجيولجيا