كما نعلم يتركز ٨٠ ٪ من احتياطي النفط العالمي في المنطقة العربية منها ٦٠ ٪ في دول الخليج، لكن هذا الإحتياطي مهدد بالنفاذ في منتصف القرن الحالي، مما يحتّم تبني سياسات جديدة من خلال توفير الطاقة البديلة، يرافقه زيادة الوعي بالتغييرات المناخية والإلتزام بالإستدامة البيئية، خاصة مع وجود قلق لجهة نصيب الفرد في انبعاث الكربون الضار في بعض البلدان العربية. عزا الخبراء السبب إلى الوفرة النفطيّة وتقديم الدول عالية الدخل طاقة رخيصة لمواطنيها، نتج عنه شَرَه استهلاكي. قابله عدم تشجيع الدول المُنخفضة الدخل لاستثمار مواطنيها في مجال الطاقة البديلة. والنتيجة هي غياب نُظم الطاقة المُتجدّدة في الدول العربية، في الوقت الذي تعتمد فيه النُظُم في العالم على النَفْط والغاز العربيين.
تعتبر مصر أكثر الدول العربية كفاءةً في قطاع الطاقة المتجددة، لديها مشاريع لتصدير الكهرباء إلى أوروبا من محطات شمسية، وخطط لإنتاج الطاقة الكهربائية بمساندة توربينات الغاز الطبيعي. هناك أيضاً خطط لمشاريع طاقة الرياح، لكن مستقبلها غير واضح في ظل الأوضاع السياسية القلقة، كمشروع Desertec Project بين أوربا وشمال أفريقيا. يواجه تطوير الطاقة المتجددة في الدول العربية تحديات عدة هي: الإعتماد الكلي على الهيدروكربونات، ودعم أسعار الوقود،ونقص أدوات دعم التعرفة، وإرتفاع الإستهلاك، والحاجة لشبكات وبنى تحتية. يضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة المتجددة مقارنة مع الوقود الأحفوري، الاضطرابات السياسية وتداعياتها على الاستثمار وبالتالي الحاجة الى القروض وبرامج التمويل، تداعيات أزمة الديون ومنطقة اليورو، نقص إطار عمل مؤسسي وقانوني شفاف. في المقابل توجد العديد من المحفزات المتمثلة في أدوات دعم التعرفة في انتاج الطاقة المتجددة التي استخدمت بنجاح في ٤٠ دولة، وهي: حق تغذية الكهرباء إلى الشبكة، إلتزام الدولة بشراء الطاقة، ودفع تعرفة جيدة تتناسب مع فارق الكلفة، وتمرير الفارق للمستهلك، وضمان التعرفة طويلة الأجل. سيكون تطبيقها صعباً من منظور سياسي بسبب استفادة المواطنين لسنوات من دعم الطاقة. لذا تُدخَل بعض التعديلات على دعم التعرفة، تأخُذ بالاعتبار الطبيعة الخاصة لهذه السوق، فتتحمل الدول الغنية جزءاً من الكلفة، بينما تستفيد الدول الأقل ثراءً من مساهمة بنك التنمية، وغيره.
لكن كمواطن عادي كيف يمكنني التقليل من إستهلاك الوقود وإستخدام الطاقة البديلة؟ نحن نعلم مدى وجود الطاقة الشمسية في بلداننا، وبالتالي عند بحثنا عن دار أو منزل (أصبح البحث عن منازل أسهل بوجود مواقع الإعلانات المبوبة كما في مصر مثلاً)، يمكننا التفكير مسبقاً بالطاقة الشمسية، فكل ما تحتاجه هو وجود مساحة كافية فوق السطح أو في ساحة الدار، وتركيب ألواح الطاقة الشمسية طوال العام، لذلك إختيار منزل المستقبل له أهمية كبرى في خططنا المستقبلية. إعادة التدوير من خلال الأجهزة أو إستغلالها في خدمات أخرى. فيذكر تقرير من الشارقة لـ "المنتدى العربي للبيئة والتَنميَة" أن الوقود الأحفوري يهيمن على أنظِمَة الطاقة في المنطقة العربيّة، التي تنعم بوفرة في مَصادِر الطاقة النظيفة المُتَجَدّدة، وعلى رأسها الشمس والرياح، من شأنها أن تساهم في تنويع الطاقة وتعزيز استدامتها في المستَقبَل، كما تستطيع تعزيز استدامَة قطاع الطاقة باتّخاذ خيارات استراتيجيّة واسِعَة حيال تبني نُظم الطاقة المتجدّدة.