لعل الكثير منا لا يعرف صاحب هذه الصورة !
باختصار
فإن هذه الصورة هي لآخر خليفة مسلم تلقب بلقب الخلافة قبل إلغائها في عام
1342 هـ - 1924 م !إنه الخليفة : عبدالمجيد الثاني بن عبدالعزيز آخر خلفاء
الدولةالعثمانية !
وهو الخليفة الثاني بعد المائة للمسلمين باعتبار الخليفة الأول " أبو بكر الصديق " – رضي الله عنه - .
وقد
جرت تنحيته عن الخلافة بعدما ألغى عميل الماسونية واليهودية " مصطفى كمال
أتا تورك " الخلافة الإسلامية في 27 / 7 / 1342هـ وأصدر بعدها قرارا بإخراج
جميع أفراد الأسرة الحاكمة العثمانية من تركية ، وفي مقدمتهم وبطبيعة
الحال الخليفة نفسه !
وبالفعل
نفي هذا الخليفة من تركيا في نفس اليوم الذي أعلن فيه إلغاء الخلافة ؛ إذ
أخذ مع بعض المقربين له من سراي " دولمه بقجه " في استانبول بواسطة
السيارات ثم أركب بعدهاالقطار وأخرج خارج تركيا ليتنقل بعدها بين المنافي -
إلى أن جاءه أجله في باريس بعد أن قضى ما يزيد عن عشرين سنة في المنفى !
العجيب
في الأمر - وعلى ذمة المؤرخ التركي " يلماز أزتونا " - بأن جثمان هذا
الخليفة انتظر في جامع باريس قرابة عشر سنوات قبل أن يدفن ! والسبب أنه كان
قد أوصى بأن يدفن إلى جوار أجداده العثمانيين في استانبول ، ولكن السطات
التركية العلمانية ماطلت في تنفيذ هذه الوصية ؛ وذلك بسبب المرسوم الذي سنه
مصطفى كمال أتاتورك والقاضي بمنع دخول أي أحد من أفراد السلالة العثمانية
إلى تركيا !
وقد كانت
ابنة هذا الخليفة قد تقدمت بعريضة إلى الحكومة التركية تستأذنهم في تنفيذ
وصية والدها ، ولكن المماطلةالمستمرة من قبل الحكومة التركية أرجأت القرار
ثم رفضته نهائيا ، مما حدا بابنةالخليفة عبدالمجيد الثاني أن تأخذ جثمان
والدها من باريس لتدفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة !
توفي
الخليفة عبدالمجيد الثاني في باريس عام 1944 م ، ودفن في البقيع بعد عشر
سنوات من هذه الوفاة ، وقد خلف ابنة واحدة وابنا واحدا فقط ، وأسدل الستار
على هذه الإمبراطورية بعد أن دام حكمها 693 سنة أي قرابة 700 سنة .. ولله
الأمر من قبل ومن بعد ، وبيده الحكم يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء !