مقدمة:
يتناول هذا الكتاب تعريف الفلسفة وعلاقتها بغيرها من أنماط المعرفة ومباحثها وقضاياها.
وقد تم تقسيمه إلى قسمين
القسم الأول: يتناول مقدمة عامة عن الفلسفة.
القسم الثاني: يتناول أهم فروع الفلسفة.
د. صبري محمد خليل
القسم الأول
مقدمة في الفلسفة
نشأة الفلسفة والجدل حولها
هنالك رأيين أساسيين حول نشأة الفلسفة:
الرأي الأول: ان الفلسفة ذات نشأة يونانية خالصة ، أي أن الشعب اليوناني القديم هو الذي أنشأ الفلسفة، ولم يتأثر في هذا الإنشاء بأي شعب من الشعوب الأخرى المعاصرة له وبالتالي لم تلعب هذه الشعوب أي دور في هذه النشأة، لذا أطلق أنصار هذا الرأي على الفلسفة اسم (المعجزة اليونانية). ويميز أنصار هذا الرأي بين الفلسفة التي هي عندهم غاية في ذاتها ومستقلة عن غيرها ، والحكمة التي هي شكل من أشكال الفلسفة ولكنها وسيلة إلى غاية أخرى (في الغالب الدين) كما عند الشعوب الشرقية القديمة، ومختلطة بغيرها من المعارف.
تقويم: هذا الرأي يضمر نظرة عنصرية ترى أن الشعوب الوحيدة التي يمكن أن تنتج فلسفة هي الشعوب الأوربية ،وإذا كانت العنصرية من خصائص أطوار التكوين الاجتماعي القبلي ، حيث مناط الانتماء إلى القبيلة وحدة الدم (النسب) الحقيقي أو المتوهم ، فإن التطور الاجتماعي في أغلب مجتمعات العالم قد تجاوز هذه الأطوار وخصيصتها (العنصرية) إلى طور الأمة التي مناط الانتماء إليها الهوية الحضارية ووعائها اللغة لا العنصرية أو الجنس.
غير أن استمرار هذه النظرة العنصرية في أوربا إلى بداية القرن العشرين كان الدافع ورائه تبرير الاستعمار الأوربي للمجتمعات الشرقية بدعوى نقل الحضارة لهذه الشعوب التي تفتقر إليها.
كما أن هذا الرأي يقوم على إنكار قانون (السنة الإلهية) التأثير المتبادل أي أن أي مجتمع لابد أن يؤثر في غيره ويتأثر بغيره.
حمل بيقة الكتاب من هنا